loading

مشروع طالبات غزة.. الذكاء الاصطناعي والطاقة الشمسية

أماني شحادة

ابتكرت أربع طالبات من جامعة القدس المفتوحة في قطاع غزة، جهازًا يطور فعالية وعمل الطاقة الشمسية، يعتمد على الذكاء الإصطناعي والتعلم الآلي، يأتي ذلك بعد إطلاعهن على حاجة القطاع للكهرباء في ظل الأزمة التي يعاني منها، وعجز شركة توزيع الكهرباء عن إمداد التيار لساعات متواصلة.

وعن ماهية المشروع، قالت صاحبة الفكرة روان صالح “22 عامًا” في حديث لـ “بالغراف” إنه عبارة عن نظام تحكم تلقائي، يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ويُستخدم في تحريك الخلايا الشمسية بشكل دقيق وفعال.

وأوضحت أن الجهاز يقوم بتتبع الطاقة الشمسية على مدار اليوم، لمواجهة أشعة الشمس بشكل مباشر ودائم، وذلك لتحسين كفاءة توليد الطاقة الشمسية بنسبة كبيرة، مشيرة إلى أن فكرة تتبع الشمس جاءت نظرًا لأن الخلايا الثابتة لا تستفيد بشكل كامل من الشمس خلال اليوم، أو على مدار الفصول المختلفة من العام.

وبشأن فائدة المشروع أكدت صالح أنه مع نظام تتبع الأشعة الشمسية، يتم تحريك الخلايا الشمسية لتتبع حركة الشمس والإستفادة من أشعتها المباشرة بأقصى كفاءة، وهذا يؤدي إلى زيادة كفاءة توليد الطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى ٢٠-٣٠%.

وحول عمل الجهاز بينت أنه يوجد حساسات ضوء على أطراف الخلية الشمسية الأربعة، تقوم بقراءة الأشعة الشمسية الساقطة بدرجة ٩٠، ويوجد تركيز عالي للشمس عليها، مضيفة أنه بعد ذلك تقوم الحساسات بإرسال الإحداثيات إلى الآردوينو، الذي يقوم بحساب تلك الإحداثيات ويعطي الأمر للسيرفو ماتور للدوران باتجاه أكثر ضوء ساقط على الخلية، حيث يتحرك الجهاز يمين يسار ومن أعلى إلى أسفل.

وقبل البدء بالمشروع الذي يؤدي إلى تحسين عمل الطاقة الشمسية، أوضحت صالح أنها قامت بالبحث جيدًا عبر الإنترنت، وأنها قامت مع زميلاتها بعمل دراسة شاملة للموضوع كاملًا، مع إمكانية تطبيقه على أرض الواقع وتكلفته.

وكأي مشروعٍ في قطاع غزة المحاصر، يعاني صعوباتٍ وتحديات لا بد منها، لكن الإصرار على الاجتهاد والابتكار يذلل هذه العقبات بعض الشيء، إذا تقول صالح إن أحد أكبر الصعوبات هي الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي، بالإضافة لعدم توفر بعض القطع الإلكترونية في القطاع.

ويعاني قطاع غزة من انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر، وذلك عقب فرض الاحتلال الإسرائيلي الحصار عليه وشن هجمات وعدوان ما بين الحين والآخر تضررت بسببه شركة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وتصل ساعات القطع من ٨ إلى ١٠ ساعات يوميًا مقابل ٥ ساعات تغذية، ما شكّل عائقًا على سير حياة المواطنين بكافة المجالات.

ومن أهم القطع في الجهاز هي قطعة (السيرفو ماتور) التي تحرك الجهاز كاملًا من أعلى إلى أسفل ومن اليمين إلى اليسار، وتم استيرادها من جمهورية مصر، وفق صاحبة المشروع.

وتطّلع روان صالح وزميلاتها لأن يتم تبني مشروعهن من قبل جهات الاختصاص المعنية، لما له من فائدة في تطوير عملية الطاقة البديلة، خاصة في ظل حاجة قطاع غزة المتزايدة للكهرباء.

يُذكر أن الفلسطينيين في قطاع غزة، خلال السنوات الأخيرة، يتجهون إلى الإعتماد على الطاقة الشمسية في توفير الإنارة والكهرباء لبيوتهم، في ظل الأزمة التي يعاني منها أكثر من إثني مليون مواطن.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة