loading

الطائرات الشراعية أسقطت وهم “السايبر والهايتك”

هيئة التحرير

قال الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، عادل شديد، في حديثه لـ “بالغراف” إن كل ماحدث في عملية “طوفان الأقصى” مفاجئ وصادم لإسرائيل والمنطقة ولكل العالم، خصوصاً الطائرات الشراعية، فما كانت تمتكله أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية من معلومات يدور فقط حول طائرات مسيّرة دون طيار تمتلكها المقاومة الفلسطينية في غزة، وسبق أن تم استخدامها.


وأوضح أن الطائرات الشراعية واستخدامها بهذه الطريقة والتوجيه والقدرة على نقل مقاومين إلى عمق الأراضي المحتلة، شكّل صدمة كبرى للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وستحسب لها ألف حساب في أية مواجهة مستقبلية، إذ أن جيش الاحتلال لا يستطيع القتال في غزة، وفي الوقت ذاته تخرج طائرات تقاتل في خطوطه الخلفية.


وأضاف أن الصدمة ليست في استخدام هذه الطائرات فقط، بل أيضاً في تداعيات استخدامها، بمعنى حصول حركة حماس على تكنولوجيا وطرق تصنيع وتركيب هذه الطائرات.


وحول فشل منظومة القبة الحديدية والرادارات في اكتشاف هذه الطائرات، قال شديد إن النقاش في “إسرائيل” يدور حول كيفية النجاح في هذا الاختراق الكبير، وهل تمكنت حماس من التشويش على المجسات الموجودة على السياج الفاصل؟، أو هل تمكنت من تعطيل منظومة القبة الحديدية؟، أم أن الهجوم المكثف أربك المنظومة الإسرائيلية؟. مضيفاً أنه في المحصلة أن الإسرائيليين متفقين على فشل إسرائيلي كبير، ليس فقط فشلاً استخباراتياً، بل فشل أكبر من ذلك، لعدم قدرة التكنولوجيا التي تتباهى بها تل أبيب على اكتشافها.


وأكد أن هذا الفشل التكنولوجي والعسكري، سيضر بصورة إسرائيل العسكرية في مختلف أنحاء العالم، خاصة في الصناعات العسكرية التي لا يترك فيها الناطقون بلسان جيش الاحتلال مناسبة إلا وتفاخروا بها وبقدراتها الفائقة وتفوقها في مجالات “الهايتك والسايبر”، حيث إن كثيراً من دول العالم عقدت صفقات شراء معدات عسكرية متطورة من نظم دفاع جوي وقبة حديدية، حتى أن بعض الدول العربية تحاول إقامة علاقات مع “إسرائيل” في محاولة للاستفادة من تلك الصناعات. وبالتالي فإن فشل هذه الصناعات في حماية ذاتها، سيدفع دول العالم إلى إعادة النظر، وهذا سيؤثر على مكانة ودور “إسرائيل” في المنطقة.


وحول النظرية التي تتحدث عن الارتفاع المنخفض للطائرات الشراعية والتضاريس التي قد تساعدها في اختراق المنظومة الأمنية الإسرائيلية، قال شديد إن الجميع يعلم أن تضاريس غزة والمنطقة المحيطة بها مناطق سهلية مكشوفة لا جبال أو سهول فيها، وبالتالي لا مبرر للفشل الإسرائيلي الذي حدث.


وأشار إلى أن قيادة حركة حماس وقيادة جناحها العسكري “كتائب القسام”، حين ذهبت باتجاه هذا الخيار فإنها بالتأكيد وضعت على الطاولة سيناريوهات الرد الإسرائيلي، وسبل مواجهتها والرد عليها، متوقعاً حدوث مزيد من المفاجآت.


وختم شديد حديثه، بأن نجاح المقاومة الفلسطينية في غزة باختراق المنظومة الأمنية بهذا الشكل الصادم والمفاجئ، يؤكد أننا أمام جيش لحركة حماس لديه خطط وتسلسل قيادي، وتدار الأمور وفق الخطة المتفق عليها.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة