هيئة التحرير
فجرًا أقدمت طائرات الاحتلال الحربية على قصف مستشفى الأنصار في مخيم جنين، ما أدى إلى ارتقاء شهيدين وصل أحدهم أشلاء إلى المستشفى فيما وقع عدة إصابات، وهذه المرة الأولى منذ الانتفاضة الثانية التي يستهدف بها الاحتلال الطائرات الحربية في الضفة الغربية فما تداعيات ذلك؟!
يقول الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل ” بالغراف” إن جيش الاحتلال تحدث عن أن ما حدث في جنين هو نقطة تحول في عملية استهداف المقاومين بالقصف الجوي، مضيفاً أن الخلية التي تم استهدافها وأن هذه الأداة التي امتنع جيش الاحتلال عن استخدامها في فترة بعد فترة الاجتياح والانتفاضة الثانية عاد الآن إلى تفعيلها
وأكد البرغوثي أنه كان هناك حديث في السابق عن أنها ستعود، وكان هناك استخدام للطائرات المسيرة ولكن الآن تم استخدام الطائرات الحربية في تنفيذ هذه العملية، مؤكداً أن هذا قد يشير إلى أن هذا النهج قد يتعزز في الأيام المقبلة خاصة إذا تصاعدت العمليات وعادت إلى وتيرتها السابقة في الضفة الغربية
من جانبه يقول الإعلامي والمحلل السياسي نهاد أبو غوش في حديث ل ” بالغراف” إن الاحتلال يعتبر أن الظرف الذي يعيشه الآن في الحرب على غزة هو ظرف استثنائي غير طبيعي يُمَكِنه من استباحة كل شيء، وبالتالي فإنه لن يتساهل مع أي مظهر من مظاهر المقاومة أو استخدام السلاح أو التدريب، لذلك ما كان الشعب يشهده من وحشية في الماضي فإنه سيتضاعف
وأكد أبو غوش أن ذلك يأتي بهدف قطع الطريق على أي نهوض وطني فلسطيني لمساندة غزة من جهة ومن جهة أخرى للحيلولة دون مشاغلة قواته عن حربها في غزة، لذلك فالاحتلال لن يتساهل وسيُبدي أقصى درجات الوحشية في أي مظهر من مظاهر المقاومة، وهذا ما لُمِسَ من خلال قصف الطائرات وهذا شيء غريب
وتساءل ابو غوش بأنه هل يمكن أن دولة تحتل منطقة وتسيطر عليها وتجتاحها وقتما تشاء، فهم اجتاحوا مخيم جنين عشرات المرات ولكنهم في النهاية استخدموا الطائرات الحربية في القصف، مؤكداً أن هذه جريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني فهذه منطقة محتلة، مضيفاً أن آلة الفتك هذه لا تميز بين من هو مطلوب ومن هو غير مطلوب، وبين المقاتلين والمدنيين الذين يسكنون بالجوار الأماكن التي يتم قصفها، مضيفاً أنه يجب توقع زيادة في التطرف والتوحش في الأيام القادمة
تداعيات هذا الاستهداف
بين أبو غوشة أن من تداعيات هذا الأمر هو تأجيج الأمور فالشعب لا يستسلم ولا يسلم لآلة القوة الوحشية، مضيفاً أن هناك مظاهر انتفاضة جديدة في الضفة حيث بلغ عدد الشهداء ٩٠ شهيدًا خلال أيام الحرب، وهذا عدد عالي جداً قياسًا بالعامين الماضيين اللذين كانا عامين مثقلين بالضحايا والشهداء، فالشعب يهب في كل مكان بأشكال متنوعة
فيما يرى البرغوثي أنه في السابق كان جيش الاحتلال يفضل عمليات الاقتحام والاشتباك المباشر إما للاعتقال أو للاغتيال ولكن يبدو أن الانشغال الكبير في ما يحدث بقطاع غزة وتوجيه الكثير من القوات إلى هناك، إضافة إلى حالة الاستنفار في الحدود الشمالية الفلسطينية دفع جيش الاحتلال إلى محاولة الذهاب بهذا الإتجاه إن كان هناك أنباء مؤكدة عن وجود خلية في مكان ما فيتم استهدافها بشكل سريع، وذلك دون الحاجة لاستنزاف قدرات وقوات الاحتلال في عمليات دخول قد تقع فيها إصابات أو أن يحصل بها تعقيد
وأشار البرغوثي إلى أنه قد يبدو أن اللجوء للقوة الجوية والضربات الجوية هي لتخفيف العبئ عن الجنود المستنفرين حالياً في أكثر من مكان
