هيئة التحرير
كشف الناطق باسم كتائب القسـام أبو عبيدة قبل يومين، عن إدخال طوربيد “العاصف” الموجه محلي الصنع، في الخدمة ضمن أسلحة كتائب القسام، وذلك لأول مرة في معركة “طوفان الأقصى”.
وبعد دقائق من نهاية كلمة أبو عبيدة، نشرت كتائب القسام، مقطع فيديو يظهر استخدامها لطوربيد “العاصف” في مهمة تدريبية، كما يبدو من المقطع المصور القصير، الذي ختم بالآية: “جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ”، للدلالة على الشدة والقوة.
وبعد نشر المقطع الأولي، كشفت كتائب القسام، عن مقطع مصور يظهر الاستخدام الأول لطوربيد العاصف، خلال “طوفان الأقصى”، ويظهر إدخال الطوربيد إلى شاطئ بحر غزة، من أجل إطلاقه.
ما هو طوربيد العاصف؟
الطوربيد، كما طوربيد العاصف، هو سلاح بعيد المدى تحت الماء، يتم إطلاقه فوق أو تحت سطح الماء، ذاتي الدفع نحو الهدف، وبرأس حربي متفجر مصمم للانفجار إما عند ملامسة الهدف أو بالقرب منه.
ويمكن إطلاق الطوربيد من الغواصات أو السفن أو الجو، أو من قبل عناصر بشرية، على الأرض.
إذا انفجر الطوربيد على مسافة من السفينة، وخاصة تحتها، فإن التغير في ضغط الماء يتسبب في اهتزاز السفينة.
وغالبًا ما يكون هذا هو النوع من الانفجار الأكثر فتكًا، إذا كان قويًا بدرجة كافية، مما يجعل اهتزاز السفينة بأكملها بشكل خطير وتقلب كل شيء على متنها، ويساهم في انفصال المحركات والكابلات.
وعادة ما تغرق السفينة التي تتعرض لاهتزازات شديدة بسرعة، مع وجود مئات أو حتى آلاف من التسريبات الصغيرة في جميع أنحاء السفينة.
طوربيد “العاصف” تطور مذهل
واحد من أهم الأسلحة التي أعلنت عنها حماس، هو طوربيد العاصف، الذي يمثل تطوراً مذهلاً، وحتى لو كانت فاعليته محدودة، فإن تجربة حماس مع كل الأسلحة تؤكد أنها تبدأ بسيطة وتتطور بشكل كبير، مثلما حدث مع صواريخ القسام.
وتطوير الطوربيد مسألة معقدة وهو يتكون عادة من ثلاثة أجزاء، المحرك والمفجر وجهاز الضبط.
تاريخ الطوربيد
المخترع الرئيسي للطوربيد هم المسلمون، مما قدمته الحضارة الإسلامية إلى العالم ومنها الطوربيد الذي اخترعه عالم اسمه حسن الرماح، ولم يكن يسميه طربيد ولكن سماه البيضة التي تطفو وتحرق أو البيضة الطافية الحارقة.
تعتبر الطوربيدات من أهم العناصر في الحروب والتي تستخدم ضد الغواصات والسفن.
ويحتوي الطوربيد الحديث على أجهزة معقدة للتحكم في العمق والاتجاه وفقًا لمسار محدد مسبقًا أو يتلقى إشارات من مصدر خارجي، بالإضافة إلى جهاز يقوم بتفجير الرأس الحربي المملوء بالمتفجرات عندما يضرب هدفه أو يقترب منه.
وتشير كلمة طوربيد في الأصل إلى الشحنة المتفجرة أو اللغم.
وخلال حروب نابليون قام المخترع الأمريكي روبرت فولتون بتجربة لغم بحري وأطلق عليه اسم طوربيد، ويبدو أنه اشتق الاسم من سمكة تطلق شحنة كهربائية لتعطل أعدائها.
وخلال القرن التاسع عشر، استخدمت بعض السفن البحرية طوربيدات، كانت عبارة عن عبوة ناسفة متصلة بنهاية عمود طويل أو صاري، تنفجر بمجرد ملامستها جسم سفينة العدو.
وخضع الطوربيد لتحديثات بواسطة روبرت وايتهيد، وهو مهندس بريطاني، طلبت منه البحرية النمساوية عام 1864، أن يضع فكرة لقارب يحمل مادة متفجرة وذاتية الدفع ويمكن توجيهه من موقع الإطلاق بواسطة خطوط طويلة.
وسمحت التعديلات والتحسينات للسفن بإطلاق طوربيدات دون الحاجة إلى تحديد الاتجاه نحو الهدف، مما فتح المجال أمام استخدام تكتيكات متنوعة بشكل كبير في إطلاق الطوربيدات.
يتم تصنيف الطوربيدات الحديثة وفقًا لمصدر القوة الدافعة وطريقة التحكم أثناء التنقل بالمياه ونوع الهدف ونوع مركبة الإطلاق ويتم الدفع عادة بواسطة محركات كهربائية تعمل بالبطارية.
يتم التحكم في حركتها تحت الماء بعدة طرق، وهنالك طوربيدات صوتية نشطة تولد إشارات صوتية مماثلة للسونار وتصل للهدف بناء على صدى الموجات المرتدة عنه.
ويوجد أيضاً طوربيدات صوتية كامنة، تصل هدفها بتتبع الضوضاء الناتجة عنه.
واستخدمت الغواصات الطوربيدات بشكل ناجح، لا سيما في الحربين العالميتين، عندما أغرقت حمولات ضخمة من السفن.
وشهدت الحرب العالمية الثانية أيضًا إدخال طائرات كانت تحمل طوربيدات صاروخية أو صوتية.
وهنالك العديد من أنواع الطوربيدات، مثل الطوربيد العامل بالهواء المضغوط كما ذكرنا سابقاً فهو ذاتي الدفع يستعمل الهواء المضغوط كمصدر طاقة له والطوربيد العامل بالوقود السائل وتلك العاملة بالطاقة الكهربائية وأخرى بالوقود الصلب.