loading

متطوعون يحاولون تطبيب نفوس أطفال غزة

هيئة التحرير

طفل استفاق من فراشه على وقع الصواريخ والأشلاء والدماء، بعد أن كان نائماً دافئاً يحلم بأحلام وردية، وفجأة فقد أمه أو أبيه أو كلاهما أو أحد أقاربه أو بعضهم، أو وجد نفسه في مركز إيواء يعج بآلاف النازحين.

لمثل هذه الحالات، والتي تكررت كثيراً في قطاع غزة هذه الأيام، انطلقت برامج الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال ضمن حملة #شارك_شعبك في مراكز الإيواء، والتي تضم 150 متطوعاً في مختلف أنحاء قطاع غزة، في محاولة للعب دور حيوي في تحسين صحة الأطفال النفسية.

 هذه البرامج من شأنها أن تساعد في تقديم الدعم النفسي للأطفال، الذين قد يكونوا تأثروا بشكل كبير جراء التجارب الصعبة والصدمات النفسية خلال الحرب.

متطوعو هذه الحملة في هذه المراكز يقدمون دعماً عاطفياً وتعليمات تعزيزية لتعزيز مرونة الأطفال وتحفيزهم على التكيف مع التحديات، من خلال برامج تُعنى بتوفير فضاء آمن للتعبير عن المشاعر والخوف، مما يساعد في تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال الذين يعانون من آثار الحروب.

نضال الأخرس منسق حملة شارك شعبك في قطاع غزة، قال في حديثه لـ بالغراف، إن الوصف الدقيق لمثل هذه الأنشطة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وتصاعده، نستطيع أن نطلق عليها ما بين الإسعاف النفسي الأولي من جهة، والترفيه واللعب وكسر الحاجز لدى الأطفال وإفاقتهم من حالة الصدمة التي تعرضوا لها جراء خروجهم المفزع ودون سابق إنذار من بيوتهم، من جهة أخرى.

وأضاف أن هذه الحملة تستهدف الأطفال المتواجدين في مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مناطق الوسطى وخانيونس ورفح. حيث يتم مقابلة 400 – 600 طفل في كل مدرسة، والتي تعتبر مركز إيواء، إذ استهدفت الحملة منذ بداية العدوان حتى الآن 15 مدرسة في كل منطقة من المناطق الثلاث المذكورة. إضافة إلى تنفيذ أنشطة في المناطق الأكثر تضرراً مثل مدينة غزة ومناطق شمال القطاع.

وأشار إلى وجود حالة استجابة لدى الأطفال ومشاركة في الأنشطة المختلفة التي تقدمها الحملة من ألعاب جماعية وفردية ترفيهية من رسم وغيره، بشكل تجعلهم يتعايشون مع الواقع الجديد رغم صعوبته، خاصة أولئك الذي أصيبوا أو فقدوا أحد أفراد عائلتهم، والذين كان التعامل معهم صعب وحساس جداً.

وأوضح أن بعض المتطوعين في هذه الحملة، من النازحين الذين هُدمت بيوتهم، ورغم ذلك يحاولون رسم الابتسامة وصنع الفرح للأطفال في مراكز الإيواء.

وعن المواقف الصعبة التي تعرض له متطوعو الحملة، فهي كثيرة وفق ما ذكره الأخرس، منها على سبيل المثال قيام الاحتلال بقصف محيط إحدى المدارس بينما كان المتطوعون يقومون بأنشطة للأطفال، فحصل حالة هلع وذعر صعبة الوصف في صفوف الأطفال والأهالي.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة