loading

2023 العام الأكثر دموية في فلسطين

هيئة التحرير

أسدل العالم اليوم الستار عن العام 2023 مستقبلاً العام الجديد 2024، والذي بدأه بالمفرقعات النارية كالأعوام السابقة، فيما استقبلته غزة بالقصف والقنابل المضيئة في كافة أنحاء القطاع، صواريخ تقصف البيوت على رؤوس ساكنيها والمستشفيات على من بها من مرضى ومدارس الإيواء على من بها من نازحين والمساجد والكنائس، وتقصف كل شيء في هذه البقعة الجغرافية منذ 86 يومًا.

عام 2023 كان العام الأكثر دموية في فلسطين بحسب المؤسسات الحقوقية، حيث ارتقى في فلسطين بالضفة والقدس وغزة والداخل المحتل أكثر من 22 ألف شهيد، ففي غزة وحدها ارتقى أكثر من 21.500 ألف شهيد وفي الضفة والقدس ارتقى أكثر من 500 شهيد، إضافة لنحو 60 ألف جريح حيث في غزة وحدها هناك أكثر من 56 ألف جريح ينتظرون دورهم للعلاج في وقت حتى توفر حبة مسكن واحدة شيء أشبه بالأحلام

في غزة يواصل الاحتلال القصف العنيف برًا وجوًا وبحرًا، حيث يقصف كل شيء ويبدو أن قصف منزل واحد في منطقة صغيرة لا يكفيه، ففي هذا العدوان على غزة أصبح يقصف مربعات سكنية كاملة لِتُمحى المنطقة عن الوجود بأكملها، حتى بات تَعَرُف أهل غزة على مناطقها يجدون به صعوبة بالغة وهي التي لا تتجاوز مساحتها بأكملها 360 كم، ولكن مع القصف العنيف أصبحت عبارة عن مناطق دمار ولو أن زلزلًا ضربها لن يكون حجم الدمار هكذا

قُصِفت غزة بمتفجرات تعادل أكثر من قنبلتين نوويتين بحسب المرصد الأورمتوسطي لحقوق الإنسان وهو ما أضعاف ما سقط على مدينتي هيروشيما وناچازاكي  في اليابان إثر الحرب العالمية الثانية، كما قُصفَت غزة بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً والتي تسبب حروقًا من الدرجة الثالثة للجسم وتسبب تآكله، إضافة إلى أن الاحتلال نفذ عمليات إعدام ميدانية للنساء والرجال والأطفال وكبار السن في المناطق التي اقتحمها في غزة، كما واعتقل المئات من الشبان والنساء والرجال ونقلهم إلى مناطق مجهولة رافضًا إعطاء أي معلومات عنهم لأي من مؤسسات الأسرى ورفض زيارة الصليب الأحمر لهم.

ومنذ اليوم الأول للعدوان عَمِدَ الاحتلال على قطع الكهرباء والماء والأغذية في غزة، في حصار إضافي للحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 15 عامًا، كما عمد الاحتلال على تجويع المواطنين في من خلال منع دخول المساعدات والأغذية حتى بات أهالي القطاع يأكلون أوراق الأشجار وينتظرون مياه الأمطار لتروية عطشهم، وحتى مع سماح الاحتلال بدخول المساعدات فإن ما دخل إلى القطاع لا يوازي شيئًا من حاجة الأهالي، خاصة مع نفاذ مخزون الأغذية وانهيار المنظومة الصحية أيضاً

يقدر عدد النازحين في غزة ب 1.9 مليون نازح، حيث نزح الأهالي من شمال القطاع إلى الوسط والجنوب، قبل أن ينزحوا مجددًا إلى أقصى الجنوب حيث رفح والتي أصبحت المنطقة الأكثر كثافة سكانية في القطاع، وبحسب وزارة الصحة فإن 1.2 مليون نازح يعيشون في مدارس ومراكز الإيواء التابعة للأونروا في كافة أنحاء قطاع غزة، ويعاني النازحين من أوضاع صعبة حيث الاكتظاظ السكاني وانعدام مواد النظافة الشخصية ساهم في انتشار الأمراض المعوية والجلدية والأوبئة بين النازحين وخاصة بين الأطفال، ومع قلة الأدوية المتوفرة فإن ذلك يهدد حياتهم بالتوازي مع استمرار القصف، حيث يعاني 180 ألف من التهابات تنفسية، وأكثر من 136 ألف حالة من الإسهال خصوصاً بين الأطفال، إضافة إلى آلاف حالات الإصابة بالجدري والأمراض الجلدية، وأيضاً أكثر من 4 آلاف حالة إصابة باليرقان الحاد، وأكثر من 126 إصابة بالتهاب السحايا

أشارت وزارة الصحة في تقريرها اليومي أن الحالة النفسية للأطفال والنساء في غزة صعبة، نتيجة القصف المتواصل والنزوح وانعدام الأمن الغذائي إضافة إلى الإصابات التي أدت إلى فقدان أجزاء من الجسد، ما يزيد من صعوبة الحالة الصحية والنفسية لهم، كما تعاني النساء الحوامل من سوء التغذية والتجويع، إضافة إلى معاناة الأطفال من الجفاف نتيجة نقص التغذية 

في الضفة المحتلة كان هذا العام شديد الدموية حيث ارتقى أكثر من 500 شهيد في مناطق متفرقة من الضفة، 319 شهيد ارتقوا منذ السابع من أكتوبر بينهم 74 طفلاً، وهو العام الأكثر دموية منذ الانتفاضة الثانية، فيما أصيب أكثر من 3000 جريح من بينهم أكثر من 500 طفل

وعمد الاحتلال خلال اقتحامه المخيمات وتحديداً مخيمات جنين وطولكرم وبلاطة إلى تدمير البنية التحتية في هذه المخيمات، إضافة إلى القصف بالمسيرات والطائرات الحربية أكثر من مرة خلال العام، حيث منذ الانتفاضة الثانية لم يتم قصف أي منطقة في الضفة ولكن في هذا العام عاد الاحتلال إلى قصف المناطق، كما وشهد هذا العام تزايدًا في اعتداءات المستوطنين على البلدات والقرى الفلسطينية بشكل كبير إضافة إلى إطلاقهم النيران على المواطنين خلال اقتحامهم البلدات، ما أدى لاستشهاد عددًا من المواطنين وإصابة آخرين

فيما عانت أكثر من 190 عائلة فلسطينية من التهجير من التجمعات البدوية التي يسكنونها، بما يقدر بتهجير أكثر من ألف شخص بما فيهم أكثر من 500 طفل 

وارتفعت حالات الاعتقال في الضفة والقدس والداخل منذ السابع من أكتوبر حيث اعتقل الاحتلال وبحسب نادي الأسير  4840 مواطنًا بينهم نساء وأطفال، وسط ظروف معيشية صعبة وقاسية، حيث صادر الاحتلال متعلقات الأسرى ومنعهم من الكانتينا وصادر الملابس والأغطية ومواد النظافة الشخصية إضافة إلى الكثير من الإجراءات العقابية والقمعية التي ما زال الاحتلال يمارسها بحق الأسرى

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة