هيئة التحرير
ارتقى أكثر 28 شهيدًا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة منذ الأمس، خلال قصف الاحتلال العنيف المتواصل على المدينة وتحديداً في المناطق الشرقية منها، في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال تهديداته بالاجتياح العسكري للمدينة
وكانت طائرات الاحتلال قد ألقت ليلًا مئات المناشير المطالبة بإخلاء المناطق الشرقية من المدينة، والتي تعج بالنازحين الذي هجروا قسرًا من شمال غزة وجنوبها ووسطها تحت وابل قصف الاحتلال العنيف في هذه المناطق، حتى وصل عدد النازحين في رفح لأكثر من 1.7 مليون نازح، حتى جاء هذا اليوم متسائلين عن مكان ذهابهم فلا مكان آمن في غزة ولا يوجد أية مقومات للحياة في أي مكان منها
وعقب هذه المناشير التي ألقاها الاحتلال أجِبِرَ النازحين في المناطق الشرقية للنزوح منها دون وجهة محددة لهم، فالكثير منهم بقي في الشارع دون وجود أي مكان ليذهبوا إليه، خاصة في ظل قصف الاحتلال العنيف المتواصل في كل مكان في غزة
وتواصل طائرات الاحتلال قصفها العنيف على مدينة رفح، حيث نسفت طائرات الاحتلال المنازل على رؤوس ساكنيها وهم نيامًا ليلًا، فيما لا تزال تواصل نسفها لمربعات سكنية بأكملها في شرقي المدينة، ما أدى لاستشهاد أكثر 28 مواطناً وإصابة آخرين
ومساء هذا اليوم جدد نتنياهو تأكيد استمرار العملية العسكرية في رفح، رغم إعلان حركة حماس موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار، قائلاً إنهم سيرسلون وفدًا لبحث هذا الرد مع التأكيد على استمرار العملية العسكرية برفح
ووسط تهديدات الاحتلال بالاجتياح البري وإسقاطه المناشير المطالبة بإخلاء العديد من المناطق شرقي المدينة، حذرت العديد من المنظمات ومنظمات حقوق الإنسان من كارثة إنسانية حقيقية سيشهدها العالم إن تم هذا الاجتياح خاصة بعدما أصبحت مدينة رفح المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان عقب النزوح الكبير إليها، مطالبين بضرورة التدخل لوقف هذا الهجوم المتوقع
وحذرت وزارة الصحة من إبادة جماعيةٍ قد تحدثُ اذا نفذَ الاحتلال تهديداته العدوانية باجتياح محافظة رفح، حيثُ يتواجد فيها أكثرُ من مليون ومئتي ألف مواطن، لاذوا إليها هرباً من القصف، ولا تعمل فيها سوى ٣ مستشفيات بشكلٍ جزئي، وتشهدُ انعداماً في مستوى الصحة العامة والمياه والغذاء وسبل الوقاية الصحية.
وقال مفوض الأونروا فيليب لازاريني إن أي هجوم عسكري إسرائيلي سيزيد من مأساة الناس التي لا تطاق في غزة، مضيفاً أن ذلك سيزيد من صعوبة عكس آثار توسع المجاعة التي هي من صنع الإنسان، مؤكداً أن هناك حاجة لوقف إطلاق النار الآن، وليس نزوح قسري جديد والقلق من المعاناة لا تنتهي، مبينًا أنهم سيستمرون في تقديم المساعدة الحيوية في رفح لأطول فترة ممكنة.
من جانبه حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة من تداعيات أوامر جيش الاحتلال لتهجير للنازحين الفلسطينيين في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، والذي على ما يبدو تمهيداً لبدء عملية عسكرية تمثل إعلانًا بإعدام أكثر من 1.2 مليون فلسطيني في المدينة وتصعيدًا لجريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وأشار المرصد أن أوامر الإخباء تشمل العديد من المناطق والتي قد تطال أكثر من 200 ألف نسمة، منهم مستشفى “أبو يوسف النجار”، وهو المستشفى المركزي في رفح، وكذلك معبري “رفح البري” و”كرم أبو سالم” التجاري، علمًا أن إدخال شاحنات المساعدات متوقف عبرهما منذ ظهر أمس.
وأضاف المرصد أن أوامر التهجير الجديدة من الجيش الإسرائيلي رافقها التحذير من أن مدينة غزة وشمالها “ما زالت منطقة قتال خطيرة”، ومنع السكان الفلسطينيين من العودة شمالًا، وفي وقت تكثفت الغارات الجوية في الساعات الأخيرة على منازل سكنية في رفح
وبين أن أي عملية عسكرية برية لجيش الاحتلال في رفح تهدد على نحو بالغ الخطورة بارتكاب مجازر مروعة ومذبحة لمئات آلاف المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء، ووقف عمليات الإغاثة الإنسانية المنقذة للحياة في جميع قطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا الهجوم قد يمثل نقطة التصعيد الأكثر دموية بحق المدنيين الفلسطينيين، وسيؤدي إلى موجة أكبر من النزوح والمزيد من الاكتظاظ وقتل فرص الحصول على الغذاء الأساسي والمياه في وقت قد ينهار تمام النظام الصحي شبه المدمر أصلًا.
وطالب المرصد المجتمع الدولي بوجوب الاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وتفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبارها على وقف هجومها العسكري وللامتثال لقواعد القانون الدولي ولقرارات محكمة العدل الدولية لحماية المدنيين الفلسطينيين