هيئة التحرير
أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان أنه قدّم طلبات الى المحكمة لاستصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت، إضافة إلى ثلاثة من قادة حركة حماس وهم ” هنية، والضيف، والسنوار”
وحول هذا القرار قال الباحث في الشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي في حديث ل ” بالغراف” إنه كان هناك صدمة في ” إسرائيل” من هذا القرار ورفضًا فوريًا له، حيث الصدمة أنه صدر بشكل مفاجئ، ولكن كان هناك توقعات بإمكانية صدور مذكرات ولكن من الواضح أن القرار كان مفاجئ ولم يكونوا متوقعين صدوره خلال هذه الفترة، مضيفاً أنهم كانوا يراهنون على الضغوط الدولية على المحكمة.
وأفاد البرغوثي أن ردة فعلهم تراوحت بين الصدمة والرفض والإصرار على موقف إسرائيل، فنتنياهو قال إن هذا القرار لن يوقفه، فيما زعيم المعارضة لابيد دافع عن نتنياهو بشكل كبير، مضيفاً أنهم كرروا كثيراً مقولة ” كيف تساوون بين قادة حماس وقادة اسرائيل ” المعتدى عليه”، مبينًا أنه من الواضح أنه سيكون هناك بداية لمعركة، فبيان المدعي العام به تهم خطيرة بالنسبة ل ” إسرائيل” ولا تنحصر فقط بكونه رئيس لدولة إنما بالشراكة وإصدار أوامر، وهي تهم ليست بسيطة فهي تتعلق بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.
ولفت البرغوثي إلى أن القضية أصبحت جدية بانتظار إصدار المحكمة المذكرات بعد طلب المدعي العام طلباً بإصدارها، مضيفاً أن المدعي العام ركز في بيانه أيضاً على التحذير من التأثير عليه، مؤكداً أن المحكمة ستعمل باستقلالية وحذر من محاولة الضغط وتهديد المحكمة وإن حدث وتم ذلك فسيقومون بالاجراءات القانونية في نظام المحكمة ضد من يقوم بهذه الإجراءات، فهو بهذا البيان لديه شعور بأن إسرائيل ستقوم بتشغيل شركائها والعمل على محاولة تغيير هذا القرار، مبينًا أن التحقيقات التي أجرتها المحكمة أوصلتهم لهذا الاستنتاج كما قال
بدوره يقول الصحفي المختص بالإعلام العبري عصمت منصور في حديث ل” بالغراف” إن القرار لم يكن مفاجئًا بالنسبة لنتنياهو وغالانت، حيث كان هناك تمهيد وحديث مسبق حول هذا القرار، فنتنياهو حذر من إصداره، مضيفاً أن هذا الطلب سيفتح باب جهنم على المحكمة من اسرائيل وحلفائها الغربيين والكونغرس واللوبي وغيرها، مبينًا أن القرار غير مسبوق وهو لأول مرة يشير بإصبع الاتهام ضد إسرائيل ويجردها من كل سرديتها حول السابع من أكتوبر ودفاعها عن نفسها
وأفاد بأن قادة إسرائيل والإعلام العبري تعاملوا بصدمة وثورة وهيجان على المحكمة وشرعيتها، فهناك هجوم وحالة توحد اسرائيلية من أقصى اليسار لأقصى اليمين، مبينًا أن ما يترتب على هذا القرار عدا عن الاعتبارات الأخلاقية والسياسية والمعنوية، فهو غير مُتَخَيل رؤية نتنياهو يُحاكم ويُسجن ولكن لديه آثار سياسية وقانونية جيدة، وأيضاً فهو سيصعب على الدول التي تدعم اسرائيل وتمدها بالسلاح والمال والدبلوماسية، فسيكون من الصعب عليها أن تدعمها في ظل وجود هذا القرار أمام الرأي العام ومؤسسات الدولة والمنظمات الدولية، ولذلك فهو قرار مهم من الممكن الإمساك به والضغط أكثر على الدول التي تدعم اسرائيل
وحول تبعات هذا الطلب بين منصور أن هذا القرار يضع كافة سلوكها تحت المجهر ويُحاكمها وفق القانون الدولي وهذا مهم، مبينًا أن ما يعيب هذا القرار هو أنه يساوي بين قادة حماس ومجرمين الحرب فهو يضعفه ويضعف قيمته، لأنهم هم يستندون للقانون الدولي وشرعية دولية بكونهم حركة تحرر وطني تحت احتلال وحصار، فإدانتهم هي إدانة لنضال ومقاومة شعب تحت شعار القانون الدولي، مشيراً إلى أن القرار إسرائيلياً كان صدمة، مؤكداً أنه من المعلوم أن اسرائيل لن تطبقه وستحاكم المحكمة ولكنه يبقى قرار له ثقله الإعلامي والسياسي وهو شكل هزة في اسرائيل
من جانبه يؤكد البرغوثي أنه في حال إصدار هذه المذكرات سيصبح نتنياهو وغالانت مطلوبين في الدول المُوَقِعَة على ميثاق المحكمة، ما سيشكل معضلة وهو أيضا يسبب مخاوف لإسرائيل بأن يكون هناك قرارات أو مذكرات سرية قد تشمل جنود وقادة وضباط ومسؤولين عسكريين، حيث إذا القرار يشمل المستوى السياسي ممثلاً بنتنياهو وغالانت فماذا عن رئيس الأركان وقادة الأذرع العسكرية والاستخباراتية، فهم يُفترض أنهم شركاء ولذلك فهم عبروا عن خشيتهم من وجود أوامر أو مذكرات سرية توزع ولا يعلن عنها، ويُفاجئ الإسرائيليين باعتقالهم في بعض مطارات الدول التي قد تُنفذ مثل هذه القرارات
وحول إمكانية تأثير هذا الطلب على مجريات الحرب على غزة يعتقد البرغوثي أنه لن يؤثر عليها لأن نتنياهو يحاسب على ما فعل ولذلك لن يهتم بما سيجري، ومن الممكن أن يتحولوا لمزيد من الانتقام، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون لهذا القرار تبعات على السلطة الفلسطينية، حيث كان هناك دعوات لمعاقبتها بسبب ذهابها للمحكمة قبل سنوات في قضايا الحروب من حرب 2014 وما تلاها من حروب، من بعد توقيع فلسطين على ميثاق روما، فقد تكون هناك إجراءات اسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية في هذا السياق
وأفاد منصور أن هذا القرار لن يؤثر على مجريات الحرب على غزة، حتى وإن شعرت إسرائيل بأنها مراقبة وتحت المجهر ولكنه لن يؤثر على سياق الحرب