loading

صناعة الزجاج في الخليل: انتكاسة منذ السابع من أكتوبر

هيئة التحرير

منذ اندلاع الحرب على غزة، عانت البلدة القديمة بالخليل من إغلاق وتقييد كبير من قوات الاحتلال، ساهم ذلك من تقليل الزوار التي يعتمد أصحاب محالها التجارية عليهم في عملهم، إضافة لاعتمادهم على قطاع السياح والذي وأيضاً منذ السابع من أكتوبر قل بشكل كبير جداً حتى يكاد يكون معدومًا، ما أدى إلى تراجع اقتصادي كبير لأصحاب هذه المحال والتي أُغلِقَ عدد كبير منها 

صاحب مصنع ” أرض كنعان”  يعقوب النتشة يقول في حديث ل” بالغراف” إنه منذ السابع من أكتوبر تأثر القطاع السياحي بشكل كبير جداً، حيث 99% من عملهم يعتمد على السياح، إضافة إلى أن فلسطيني الداخل كان لهم أيضاً باع في تنشيط العمل خلال زيارتهم للخليل وتحديداً للبلدة القديمة

وأكد النتشة أن منطقتهم هذه وكونها ملاصقة للحرم الإبراهيمي، فإنها شهدت ازدهارًا كبيرًا عقب أزمة كورونا، حيث كانوا يعانون من الازدحام الكبير للناس أمام مصنعهم، ولكن منذ السابع من أكتوبر واندلاع الحرب تراجع العمل بشكل كبير جداً حتى بات تحت الصفر وفق تعبيره، ليس فقط بالعمل ولكن حتى المنطقة نفسها باتت خالية من البشر 

وأضاف أن الفرن الذي يصنعون به الزجاج لم يُطفئ لعشر سنين، لأنه عند العمل عليه يجب أن يبقى شغالًا ويعمل، إلا أنه ومنذ السابع من أكتوبر لم يُشعِله ولو لمرة واحدة، لأنه تكلفة تشغيله عالية ففي اليوم الواحد يحتاج ما بين ال400-500 شيقل من المحروقات، فإن لم يكن هناك عمل وطلبات فإنهم لا يستطيعون العمل وتحمل تكاليفه الباهظة

وأفاد النتشة أنه ومنذ بدء الحرب أتى للمصنع فقط من أربعة لخمسة أفراد من السياح المقيمين بداخل فلسطين، فالسياحة أضحت معدومة، مبينًا أن الوضع صعب جداً، وكثير من التجار وأصحاب المحال في البلدة القديمة اضطروا لإغلاق محالهم، وفتح بسطات لهم في مناطق أخرى حتى يحصلوا على لقمة عيشهم 

وأوضح النتشة أنه يجب على المؤسسات مثل الغرفة التجارية والبلدية ووزارة السياحة لعب دور في هذه الأزمة، ففي القدم كانت بعض المؤسسات تقدم مبالغ رمزية لأصحاب المحال ليبقى صامدًا في عمله، ولكنه في هذه الأوقات فإن هناك تهميش واضح من قبل المؤسسات 

وبين النتشة أنه كان في هذه المنطقة ثمانية عشر مصنع ” زجاج” فأراد أن يعيد التراث في هذه المنطقة، وأصر على مواصلة ما يفعله رغم كل الأصوات المُحبطة التي كان يسمعها والتي كانت تسعى لثنيه عما يريد فعله، مضيفاً أنه وبمساعدة لجنة الإعمار استطاع ترميم هذا المصنع الذي يعمل به، والذي حاز على صدى واسع من بعد فتحه وتشغيله بفترة بسيطة 

ولفت إلى أن مصنع أرض كنعان يبلغ عمره 400 عام، وهو مختص بصناعة الزجاج التقليدي اليدوي، وهو الآن المصنع الوحيد في منطقة البلدة القديمة بالخليل، مضيفاً أنه يعمل في هذا المجال منذ ثمانية وخمسين عاماً، وخرج ممثلاً لفلسطين في دول عدة منها فرنسا والبرازيل وإيطاليا ودبي، داعياً الله أن يغير الحال للأحسن وأن يعود الوضع كما كان سابقاً 

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة