loading

هل ستدخل إسرائيل حرباً مع لبنان؟!

مها عويس

قالت مصادر دبلوماسية لصحيفة “بيلد” الألمانية” أن إسرائيل ستشن هجوماً على لبنان في النصف الثاني من شهر يوليو الجاري ما لم يوقف حزب الله إطلاق النار تجاه مستوطنات الشمال، كما أن عدداً من وسائل الإعلام الإسرائيلية الرسمية تداولت تلميحاتٍ مختلفة باحتمال حدوث هجومٍ إسرائيلي مباغت على لبنان. 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أن الجيش يُجري على مدار الأسابيع الأخيرة مناورة برية تحاكي هجوماً على لبنان، وتتضمن تدريبات عسكرية لهذا الهجوم الذي وصف بأن قد يكون متطرفاً وفقاً للإعلام العبري. 

وحول حقيقة التهديدات الأخيرة بشن حربٍ إسرائيلية على لبنان تحدث الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي بأن نتنياهو يقع في موقف الحرج شخصياً بسبب محاكماته بتهم الفساد، والقلق من المساءلة على إخفاقات السابع من أكتوبر، فمن مصلحته الاستمرار في الحرب على غزة.

والذهاب لمواجهة عسكرية في لبنان سيحدث بفعل الضغوط السياسية الداخلية الإسرائيلية، والضربات التي كبدها حزب الله لإسرائيل، لكن في التقديرات الإسرائيلية هذه الحرب قد تأتي بضربة مؤلمة جداً وخسائر غير مسبوقة على كل المستويات في “إسرائيل”، لذلك كما يقول محللون، فإن نتنياهو قد يذهب للحرب مع لبنان، لكنه يخشاها، كما أن تصاعد تهديدات حزب الله لنتنياهو تحمل بُعداً سياسياً أيضاً.

وهذه التهديدات مرتبطة بالضغط على “إسرائيل” لإنهاء الحرب على غزة عبر الذهاب لصفقة تتضمن تبادل أسرى وقضايا أخرى جوهرية لمستقبل القطاع، لذلك لا تزال التهديدات بما فيها الإيرانية الأخيرة تأتي في إطار الضغوط لإنهاء الحرب في غزة، لكن تدحرج الأمور لمواجهة شاملة مع لبنان وارد أيضاً.

وتابع البرغوثي حديثه لـ بالغراف بأن الاحتلال عجز عن الانتصار في غزة، مع ذلك يهدد حزب الله، وهذا مرتبط بقضايا نتنياهو الشخصية فهو يقدم مصلحته الشخصية ومستقبله السياسي على مصلحة “إسرائيل”، فهو مستعد للتضحية بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وبالجنود في المعارك، وحتى “بإسرائيل” ومستقبلها واقتصادها وبناها التحتية والمواجهة مع حزب الله قد تتحول إلى حرب إقليمية.

وحول السيناريوهات المتوقعة من حربٍ شاملة مع لبنان بين البرغوثي أنه من الصعب توقع أي سيناريو قادم بدقة لكن من المحتمل وفقاً لخبراء إسرائيليين أن تتعرض إسرائيل لضربة غير مسبوقة، نظراً لقدرات حزب الله المتطورة عسكرياً واستراتيجياً، كما أن الاحتلال سيتكبد خسائر على كافة المستويات العسكرية والمدنية والجبهة الداخلية الإسرائيلية، والمنشآت الاستراتيجية حتى لو لم تدخل إيران في المواجهة. 

وأشار إلى أن الأحداث قد تتطور وتتسع رقعة المواجهة وقد تنفتح جبهة الضفة الغربية وتتصاعد الأمور في غزة، وقد تُوجَه “لإسرائيل” ضربات من مناطق أخرى كسوريا والعراق واليمن، بالمقابل ستوُجه للبنان ضربة مدمرة أيضاً.

وبين البرغوثي بأن الحرب هذه قد تتحول أيضاً إلى حرب استنزاف مرهقة جداً لإسرائيل، خاصة أن قدرات حزب الله العسكرية تشكل أضعاف ما تمتلكه المقاومة في قطاع غزة، وبالتالي قد تشكل مثل هذه المواجهة نقطة تحول مصيرية بالنسبة لإسرائيل، لكن إلى أي مسار ستتجه الأمور بدقة هذا يعتمد على تطورات الأحداث وطبيعة مجريات الحرب.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة