loading

قُتل سائد أبو سليم: نقتُلنا قبل أن يقتلونا

كتب رئيس التحرير

قُرب حاجزٍ عسكري إسرائيلي وعلى قارعة الطريق، قتل رياضيٌ نعرفه، وتعرفه فلسطين التي حرس مرماها لسنوات طويلة، ويعرفه مخيم بلاطة، لطالما ردد العشرات اسمه في المدرجات، حين دافع عن شعارها من شمال فلسطين إلى جنوبها، يحمل أسماء من ارتقوا في سبيل أن يعود من سكنوا المخيم.

قد تتوقع ونتوقع جميعاً أن من قتل سائد رصاصة من جندي إسرائيلي، أو أخرى من مستوطن سرق بيته وأرضه وطرده إلى مخيم بلاطة، ولحقه وسرق قمم الجبال المحيطة بالمخيم، لكن لم يكن الاحتلال هذه المرة، بل كانت نزاعات داخلية، من جريمة إلى جريمة.

حارس بارع

صفحات التواصل الاجتماعي لرياضيين وصحفيين ومعلقين وإداريين في منظمة رياضة فلسطين كلها، عجت بالتعزية بسائد، اعتدنا أن نرى صوره متألقاً بارعا نجما تعرفه كل الملاعب، يصف المعلقون براعته في التصدي لكرات الخصوم، لكنه قتل من خصم قد لا نتوقعه.

سائد جريح الانتفاضة السابق، حامي العرين، يفتح جرحا لا ينطفئ وقضية لا تزول، وخيمة لا زال سكانها ينتظرون العودة، أصاب الاحتلال سائد قبل سنوات، وله دور في قتله اليوم، بتقطيع اوصال المناطق الفلسطينية باقتحاماته المتكررة، وقضائه على أية فكرة لوحدة وتلاحم.

يقتلنا الاحتلال كل يوم

يقتلنا الاحتلال كل يوم، ليس بعيدا عن المكان الذي قُتل فيه سائد، ارتقى شهداء كُثر، وفي المخيم الذي خرج منه قتلت إسرائيل عشرات آخرين، لاحقتهم الوحدات الخاصة في الأزقة، اغتالهم القناصة على أسطح المنازل، قصفتهم الطائرات المسيرة، لأنهم رفعوا كفاً في وجه المخرز.

يكاد عدد من قتلتهم إسرائيل في فلسطين بغزتها وضفتها يقارب الأربعين ألف قتيل في عشرة أشهر فقط، لم يكن أحد ليغضب لو كان هذا مصير سائد، لأنه شرف يتمناه كل فلسطيني، ونهاية متوقعة لحياة كل من يسكن هذه الأرض المستباحة ليلا ونهارا، لجنود الاحتلال ومستوطنيه.

لمصحلة من ؟

ويبرز السؤال هنا، لمصلحة من زادت جرائم القتل في الضفة الغربية في الآونة الأخيرة، وتركزت في البؤر التي تشهد مقاومة شديدة لاقتحامات الاحتلال، وماذا عن دور السلطة التي ما انفكت تلاحق من يقذفون المقامات العليا في كل يوم، وكيف تؤثر اقتحامات الاحتلال على إجراءات قد تتخذ في هذا المجال.

ويبرز سؤال اخر عن دور التنظيمات والأطر الوطنية الفلسطينية، الأندية والجمعيات، في جسر الخلافات وتعزيز الوحدة، وحل الأمور بطريقة صحيحة، ودفن الجريمة في مهدها قبل أن تثمر جريمتين وثلاث، ونتوقف عن قتلنا قبل أن يقتلونا، ينصبون لنا في كل يوم مئة خطة ليذبحونا من العار أن نذبح بعضنا.

٢٩ جريمة في الضفة

٢٩ جريمة قتل في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، تحاول الشرطة جهدها كما يقول الناطقون باسمها، ويعرقل الاحتلال أية جهود، الرحمة لسائد أبو سليم الذي نعرفه، الرحمة للقتيل الذي لا نعرفه.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة