هيئة التحرير
أغنية الفنان العربي المصري محمد عطية “البطيخ” التي تتحدث عن المقاطعة والقضية الفلسطينية، لاقت رواجا كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، وفتحت النقاش من جديد عن رمزية استخدام “البطيخ” للإشارة إلى ألوان العلم الفلسطيني.
وأعاد عطية إلى الأذهان مشاهد استخدام البطيخة بألوانها المشابهة للعلم الفلسطيني في التظاهرات العالمية المساندة لفلسطين في أنحاء مختلفة من العالم، وتحديدا في الدول التي منعت رفع العلم الفلسطيني، حيث رفع المشاركون في نصرة فلسطين يافطات تحمل رسم البطيخ.
الفنان المصري محمد عطية قال في حوار خاص مع بالغراف: ” الفكرة جاءت لي من التراث الفلسطيني نفسه، هي واقعة حدثت سنة ٦٧ لما الاحتلال والكيان الصهيوني تمكن من الضفة الغربية ومنع وحظر استخدام رفع العلم الفلسطيني فلجأ الشعب الفلسطيني بذكائه إنه هو يستخدم البطيخ لأنه يحمل نفس ألوان العلم”.
وأضاف: “احنا بنواجه حاجة شبيهة الان إنه احنا على مواقع التواصل الاجتماعي أي حاجة بتتكلم عن القضية بيعتمدوا حظرها، لذلك أنا قعدت اشتغل شهرين أكتب الكلمات اللي يكون فيها بعد تام عن الألفاظ اللي بيتم حظرها عشان عايز أوصل للجيل الجديد وعايز الأغنية تنتشر وتأخذ أثر واسع”.
عطية الذي عرف بدعمه وموقفه الثابت من القضية الفلسطينية قال إن إنتاج الأغنية بهذه الطريقة جاء ليخاطب الجيل Z على طريقة الراب، ودعا الفنانين جميعاً للحديث عن فلسطين، ليصيب من يصيب ويخطئ من يخطئ، المهم عدم السكوت والتخاذل.
الفنان الفلسطيني خالد الحوراني أشار في مقال نشره إلى حادثة استدعاء الحاكم العسكري الإسرائيلي في السبعينات لعدد من الفنانين الفلسطينيين وتحذيرهم من رسم العلم الفلسطيني، ومنعهم حتى من رسم البطيخ وهو ما دفعه لرسم البطيخة العلم بطريقة ساخرة من إجراءات الاحتلال بعدها بسنوات.
الحوراني أكد في حديث لـبالغراف: ” أنه كان يُحاول صنع شيء بسيط كنوع من الحيلة والتدبر، فالفن هو واحد من الأدوات التي يمكن من خلالها التحايل على المنع والمحظورات، حيث في المظاهرات بألمانيا يقوم الناس برفع صورة البطيخة، وذلك بسبب منع رفع العلم الفلسطيني”.
وأضاف أن استخدام البطيخة تطور بشكل كبير بشكل فاجأه خاصة في هذه الظروف الصعبة والحرب الشعواء التي يمر بها الشعب الفلسطيني، فلم يكن يتوقع أن يحظى عمل فني يكون بسيط جداً ولا يُقدم حلول مباشرة وليس لديه القدرة على إيقاف المآسي بهكذا صدى وهذا شعوره كفنان، مشيراً إلى أنه في لحظة ما من التاريخ يصبح عمل فني فردي يعبر عن وجدان جماعة بشرية، كما اللحظة الاستثنائية التي جعلت العالم كله يقول ” الحرية لفلسطين” كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، فأصبح شعار ” الحرية لفلسطين، والبطيخة” يعبران عن وجدان كوكب
وأكد حوراني عن اعتزازه بالعلم الفلسطيني فهو راية الشهداء وراية الدم والتضحيات الكبيرة، فالشعب الفلسطيني شعب عظيم لم ينكسر رغم كل المحن، مؤكداً أن العمل الفني البطيخة به نوع من “السخرية” من الضابط الإسرائيلي الذي يحاول منع فاكهة بسبب احتوائها على العلم الفلسطيني، حيث من الصعب جداً منع فاكهة من الوجود فهي متواجدة في الصور وفي كثير من التعبيرات المستخدمة من قبل الناس، فأصبح من المُضحك منع البطيخة ومن ثم تطور الموضوع واختارت الناس البطيخة للتعبير والتضامن، مشيراً إلى أن الموضوع ليس فنان استطاع النجاح وعمل هذا الفن، فالموضوع أكبر من ذلك فهي قضية شعب اختار في لحظة ما هذه الحيلة، مُشيدًا ببراعة اختيارهم
وأفاد حوراني بأن الموضوع ليس عبقرية فنان إنما فداحة الظروف والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني حيث لم تبقى جريمة لم يرتكبها الاحتلال بحق هذا الشعب، مبينًا أن الزمن هو الذي يكشف ويضع الأعمال الفنية وطريقة تفاعل الجماهير معها وليس الفنان، فمشروع البطيخة عمل فني منذ العام 2007 وبقي الجمهور ساكت عنه، فهو قام برسمه على الجدران وبالمتاحف والمعارض ولكنه لم يأخذ هذا الصدى ولكن منذ حادثة الشيخ جراح أخذ صدى واسع، وبدأ الجمهور باستخدام هذا الرمز كنوع من التحدي والبطولة، مشيراً إلى أن الجمهور أحب ” البطيخة” وأصبح يستخدمها بسبب بساطتها