loading

الجرافات العسكرية الإسرائيلية تحاول التهام الصحفيين

محمد فرحات

في اليوم السادس من عملية الاحتلال العسكرية في مدينة جنين ومخيمها، تعرض الصحفيون الفلسطينيون لاستهداف مباشر بالرصاص من قبل جنود الاحتلال الذين لم يكتفوا بذلك، بل باشرت جرافات الاحتلال العسكرية بملاحقة الصحفيين وكأنها لم تكتفِ من تدمير المدينة وتغيير ملامحها بل راحت تُلاحق من يحاولون توثيق الحقيقة ونشرها 

كان الصحفيون بزيهم الصحفي الكامل يتواجدون بالقرب من ” دوار السينما” حينما بدأت جرافات الاحتلال تتقدم باتجاههم بشكل سريع وتلاحقهم، فيما ينهمر عليهم رصاص الاحتلال من جهة آخرى، فتراهم يحاولون النجاة بحياتهم بينما كانوا يحاولون توثيق الحقيقة 

اليوم رأيت الموت بعيدًا عني مترًا واحدًا

الصحفي عميد شحادة مراسل التلفزيون العربي يقول في حديث  لـ “بالغراف” أنه من بين كل التغطيات التي قمت بها على مدار سنوات طويلة، اليوم رأيت الموت بعيدًا عني مترًا واحدًا”، موضحاً أن جرافة عسكرية هاجمت الصحفيين مسرعة محاولة دهسهم، لتعود مرة أخرى بعدما “احتمينا داخل “مخزن” وحاولت هدمه فوقنا”. 

خرج شحادة من حصاره داخل “المخزن” مستكملًا تغطيته الصحفية، ولكن فكرة واحدة لم تغب عن ذهنه: “الخوف ليس من الرصاص فقط إنما من جرافة تحاول هدم مبنى فوق رؤوس الصحفيين ليدفنوا تحته”. 

جنين: سير في جنازة من آلاف البشر

لم يُقتل 18 شهيدًا حتى اللحظة، إنما ارتكب جيش الاحتلال قتلًا جماعيًا بحق أهالي جنين، يوجعهم ويحولهم إلى أسئلة صعبة دون طائرات، فالحزن والألم في وجوه الأهالي يشبه سيرًا في جنازة من آلاف البشر، يقول شحادة. 

ويضيف أن جيش الاحتلال يطرد أهالي مخيم جنين بقوة السلاح والتعطيش فبعدما قطع المياه عن المخيم، يتعمد أن يطلق النار مستهدفًا خزانات المياه على الأسطح. 

نحن أمام احتمالين: إما أن نُدفن أحياء أو نُقتل بالرصاص

يؤكد الصحفي خالد بدير مراسل قناة الغد أنه بالرغم من أن جيش الاحتلال كان قد استهدف الصحفيين في وقت سابق من الاجتياح بالرصاص ومنعهم من التنقل، إلا أن الاستهداف الأخير لم يسبق له مثيل، فاندفاع الجرافة العسكرية باتجاهنا أثناء احتمائنا بالمبنى بعث في أنفسنا احتمال أن تهدم الجرافة المبنى علينا فندفن أحياء أو أن يستهدفنا الجندي بالرصاص، والنتيجة في كلا الاحتمالين هي الموت. 

نسف الاحتلال ذكريات المدينة

يقول بدير إن “ما حدث في الحي الشرقي في مدينة جنين وحده يضاهي  ما حدث في المدينة ومخيمها طوال كل الاقتحامات فمعالم المدينة تغيرت، ونسف الاحتلال إلى جانب البنى التحية، ذكرياتها”. 

ويرى بدير أن الجندي في جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج منظومات الحساب والعقاب، فهو لا يتوانى في قتل الصحفيين طالما لم يكن هناك إجراءات رادعة لعمليات الاستهدافات المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية سواء بالصواريخ أو بالرصاص. 

نجونا من الموت

نشر الصحفي عمرو مناصرة عبر حسابه على منصة “انستغرام” عقب استهداف الصحفيين: “نجونا من الموت”، مؤكدًا خلال حديثه لـ “بالغراف” أن الطواقم الصحفية كانت تتواجد وحدها في المنطقة، وأن هجوم الجرافة العسكرية وإطلاق الرصاص هو استهداف ممنهج ومفاجئ للصحفيين، دون تحذير مسبق. 

أشعر برغبة في خلع الزي الصحفي، فهو بلا فائدة

يصف الصحفي حافظ أبو صبرا مراسل قناة رؤيا الذي تواجد في الجهة المقابلة من استهداف الجرافة العسكرية للصحفيين الحدث بـ “المرعب”، مضيفاً أنه وبالتزامن مع تواجد صحفيين إسرائيليين في مخيم جنين تلاحق الجرافة الضخمة الصحفيين الفلسطينيين بزيهم الصحفي بقصد قتلهم، في رسالة واضحة من جيش الاحتلال مفادها أن “الصحفي الفلسطيني يجب أن يخاف على حياته” 

بعد استهدافات جيش الاحتلال المتعمدة والمباشرة بحق الصحفيين، يشعر صبرا برغبة في خلع زيه الصحفي “المتعارف عليه دوليًا بحماية الصحفيين”، مضيفاً “أصبح الزي الصحفي بلا فائدة، يُثقل كاهل الصحفي، ويدلل على وجوده ليتم استهدافه”. 

استهداف خلال البث المباشر

لم يكن يدرك الصحفي ضياء حوشية مراسل قناة الغد أن الجرافة العسكرية ستقوم بمهاجمته أثناء تغطية في بث مباشر لتهدم إحدى الشواخص المرورية التي كادت أن تصيبه بينما كان متوجدًا أمامها. 

وأوضح حوشية أن سائق الجرافة العسكرية لاحق الطاقم الصحفي لمسافة تقارب نصف كيلومتر، محاولًا إصابة الطاقم، مبينًا أنه في كل مرة يرتدي الزي الصحفي يعود بذاكرته إلى الحادي عشر من أيار 2022

 الصحفية شذا حنايشة أصيبت إصابة طفيفة بشظية في فخذها الأيمن، وقالت في حديثها ل “بالغراف” أنه في كل مرة ترتدي الزي الصحفي وتذهب إلى مكان التغطية، تعود بذاكرتها إلى الحادي عشر من أيار 2022، اليوم الذي كانت فيه بجوار الصحفية شيرين أبو عاقلة لحظة اغتيالها برصاص جيش الاحتلال. 

وأضافت أن الخوف أثناء استهداف جيش الاحتلال للصحفيين وبحثهم عن زاويا آمنة يحتمون فيها، “ردة الفعل هذه أشعر أنها أعادتني إلى يوم استشهاد شيرين”. 

خلال حديثنا مع حنايشة، يقاطعنا أطفال شقيقاتها ليحتضنوها لأول مرة بعد 6 أيام من التغطية

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة