loading

محمد زكريا الزبيدي: أنا ابن أبي

هيئة التحرير

“إبني، أنا من ناحيتي حابب يكون إبني متعلم، حابب إنه يعيش حياة أفضل من الحياة إللي أنا عايشها، حابب إنه يحصل على شهادات علمية يصير دكتور يصير محامي يصير مهندس، هذه أمنيتي ورح أعمل عليه، بس إذا الإسرائيليين فتحوا مجال إنه إبني يكبر” كانت هذه كلمات الأسير زكريا الزبيدي حينما كان طفله محمد رضيعًا قبل سنوات طويلة مضت وحينما كان مطاردًا ومطلوبًا لقوات الاحتلال

لم يكبر الطفل كثيراً ولم تتحقق أمنية والده فالإسرائيليين لم يسمحوا بذلك ولم يسمحوا بأن يكبر كثيراً، ليرتقي اليوم محمد في عمر الحادي والعشرين فقط، عقب قصف إسرائيلي على سيارة كان يستقلها في مخيم الفارعة بمدينة طوباس رفقة أربعة شبان آخرين وفق ما أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية

لم يترعرع محمد في كنف والده كباقي الأطفال، فقد كان زكريا مطاردًا ثم معتقلًا وناجيًا من عدة محاولات اغتيال وما بينهما كَبُرُ محمد في حسرة غياب الأب وعاش زكريا في حسرة أن يكبر ابنه أمام عينيه ويراه شابًا متعلمًا ذو شهادات علمية كما كان يتمنى ليضيع الحلم هذا نهائيًا هذا اليوم بعدما ارتقى محمد

عندما كان زكريا الزبيدي في مقتبل عمره ارتقت والدته شهيدة عام 2002 وبعدها بشهر ارتقى شقيقه طه، كما ونجى هو من عدة محاولات اغتيال قبل اعتقاله عام 2019، ليرتقي شقيقه داوود عام 2023 ولم يستطع وداعه، فيما ارتقي ابنه اليوم ليصبح الأسير الزبيدي ابن شهيدة وشقيق شهيدين وأب شهيد هذا اليوم

في السادس من شهر أيلول من العام 2021 حرر زكريا نفسه من سجن جلبوع عبر نفق رفقة خمسة من رفاقه الأسرى، وعشية هذه الذكرى التي باتت محفورة بأذهان كل فلسطيني وفي الخامس من أيلول عام 2024 ارتقى نجله محمد رفقة أربعة من رفاقه، في قصف مركبتهم بمخيم الفارعة إثر العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال على مدن شمال الضفة والمتواصلة منذ ثمانية أيام

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة