loading

ندى: استشهدت خوفا من القصف

بشار عوده

في عالمٍ تتداخل فيه البراءة مع أصوات القصف وأزيز الطائرات، فقدت غزة واحدة من أزهارها الصغيرة، الطفلة ندى إسماعيل كباجة، البالغة من العمر 11 شهرًا، والتي لم تتجاوز بعد أحلام الطفولة البريئة، بعد رحيلها عن هذا العالم إثر توقف قلبها نتيجة لأصوات الانفجارات الإسرائيلية من حولها، في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

ففي ليلة 26 أغسطس المنصرم، وبينما كان القصف الإسرائيلي يهز المخيم هزًا عنيفًا، عاشت عائلة الطفلة ندى كباجة أسوأ كوابيسها، التي لم يكن يفصل عن عيد ميلادها سوى أربعة أيام.

والدة الطفلة، دعاء راضي، تروي لـ “بالغراف” تفاصيل تلك الليلة بحزن عميق: “كانت ندى نائمة بسلام، لكنها فجأة استيقظت مفزوعة من صوت القصف الإسرائيلي الذي هز جدران المنزل”.

وتقول والدة الطفلة إنها توجهت إلى طفلتها لأنها تفزع بشكل مستمر عند سماع أصوات الانفجارات، فقامت بإرضاعها لتهدئتها، لكنها فجأة ارتخت في يدي وجهها صار أزرق اللون.

وأضافت الأم المكلومة: “من شدة لهفتي عليها، خرجت مسرعة إلى الشارع أبحث عن سيارة تأخذنا إلى المستشفى، بعدما حاولت العائلة تقديم الإسعافات الأولية لها دون جدوى”.

وتوضح والدة الطفلة أن بعد النجاح في العثور على سيارة مدنية لنقلهم إلى مستشفى العودة، حاول الأطباء إنقاذ الطفلة ندى، لكن بعد لحظات، خرجوا ليخبروا العائلة بتعرض الطفلة لسكتة قلبية بسبب الخوف الشديد من القصف الإسرائيلي.

والدها، إسماعيل كباجة، لم يستوعب الفاجعة قائلاً: “ندى كانت طفلة مرحة، ولم تكن تعاني من أي مشاكل صحية فجأة، وبدون أي تحذير، فقدناها بسبب توقف قلبها نتيجة لأصوات الصواريخ.”

وتابع والد الطفلة أن:” لم يكن يتخيل يومًا أن يفقد ابنته بهذه الطريقة البشعة”.

منذ بدء الحرب في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول للعام الماضي، قُتل 16,715 طفلاً فلسطينياً، بما في ذلك 115 طفلاً ولدوا وقتلوا خلال الحرب، بينما لقوا 35 طفلا مصرعهم جراء حالة الجوع وسوء التغذية منذ بداية الحرب، وفقاً لمكتب الإعلام الحكومي في غزة.

فيسبوك
توتير
لينكدان
واتساب
تيلجرام
ايميل
طباعة