هيئة التحرير
في بودكاست “حكي مدني” الذي يقدمه الزميل علي عبيدات تحدث مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين،عن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الأخير، وعن الوضع الفلسطيني الحالي وما الذي يخبئه المستقبل للقضية الفلسطينية من الناحية القانونية والحقوقية
جبارين وصف حال البلد الحالية بأنها تعيش كارثة إنسانية حيث جريمة الإبادة الجماعية في غزة والإبادة الجماعية الصامتة في الضفة، مبينًا أن هناك مشروع استعماري بعيد المدى وواسع وهو مشروع قديم وليس مستحدث ألا وهو مشروع الحركة الصهيونية الذي وصل لنقطة عميقة حيث الاستعمار تعمق من خلال المستوطنات والإبادة الجماعية وما يرافقها من تصريحات لقادة الاحتلال الذي يتباهون بجرائمهم ولا يهمهم أي شيء او أية قوانين دولية
وأكد جبارين أن الشعب الفلسطيني يعمل بكل طاقته وبقدر ما أمكنه في هذه الظروف، ولكن هناك مشكلة في موازين القوى هل بلغت مرحلة لتوقف…
[22:04, 11/09/2024] Helwah Arouri هلوة: في بودكاست “حكي مدني” الذي يقدمه الزميل علي عبيدات تحدث مدير مؤسسة الحق شعوان جبارين،عن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الأخير، وعن الوضع الفلسطيني الحالي وما الذي يخبئه المستقبل للقضية الفلسطينية من الناحية القانونية والحقوقية
ووصف جبارين حال البلد الحالية بأنها تعيش كارثة إنسانية حيث جريمة الإبادة الجماعية في غزة والإبادة الجماعية الصامتة في الضفة، مبينًا أن هناك مشروع استعماري بعيد المدى وواسع وهو مشروع قديم وليس مستحدث ألا وهو مشروع الحركة الصهيونية الذي وصل لنقطة عميقة حيث الاستعمار تعمق من خلال المستوطنات والإبادة الجماعية وما يرافقها من تصريحات لقادة الاحتلال الذي يتباهون بجرائمهم ولا يهمهم أي شيء او أية قوانين دولية، في المقابل أصبح جوهر الاحتلال واضح للعالم بأنه قاتل أطفال ويمارس الإبادة الجماعية في فلسطين حتى بات العالم بأسره يعلم ما يجري في فلسطين
وأكد جبارين أن الشعب الفلسطيني يعمل بكل طاقته وبقدر ما أمكنه في هذه الظروف، ولكن هناك مشكلة في موازين القوى هل بلغت مرحلة لتوقف جرائم الاحتلال، إضافة لمشكلة الإقليم حيث هناك جزء من الدول العربية لا يساير الاحتلال فقط إنما يتعاون معه بأشكال مختلفة، وهم ولا يفعلون شيئًا تجاه جرائم الاحتلال المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر
وعنا استعداد فلسطيني لمواجهة محتملة أفاد جبارين بأننا غير جاهزين لذلك، وبالأصل فالشعب يواجه نظامًا استعماريًا يملك قوة تدميرية هائلة يبطش في أراضي الضفة ويقتل المواطنين وينهب مواردها الطبيعية، إضافة إلى حالة الفقر التي يعيشها الأهالي، ولكنه في المقابل يحاول أن يصرخ ويقاوم هنا وهناك، فيما يقوم المستوطنين باقتحام القرى والبلدات وإحراق الاراضي والمنازل، حيث يحاول الاحتلال تفريغ الأرض من سكانها، ولذلك فبقاء الفلسطينيين على أرضهم حتى اليوم وهم يبحثون عن سبل للعيش هي مسألة مهمة، فالاحتلال يريد تفريغ الفلسطينيين من أراضيهم ويرفض حق تقرير المصير أو إقامة دولة فلسطينية أو حتى العيش بكرامة للفلسطينيين، فبالتالي نحن نتحدث عن سلطة تحت الاحتلال فقط، فعند الحديث عن سريان التنسيق الأمني حتى الآن في ظل الإبادة فهذه كارثة
وعن الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الأخير أكد جبارين على أهمية هذا القرار حيث به عناصر قوة غير مسبوقة في قرارات أخرى، فهو يتحدث عن الشعب الفلسطيني كوحدة وليس كجماعة أو قبيلة، وعن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وأيضاً يتطرق لسياسات وممارسات الاحتلال ويؤكد عدم قانونيته ويجب إنهاءه بشكل فوري، كما أنه تناول سرقة الأراضي والضم المخالف لكافة القوانين الدولية وسرقة الموارد الطبيعية لصالح المستوطنات، وقتل الفلسطينيين.
وأضاف أن الرأي تحدث عن جبر الضرر الذي من ضمنه المساءلة والمعاقبة للمجرم على جريمته، كما أنه يحدد مسؤوليات الاحتلال ومسؤوليات دول الأطراف الثالثة، ومسؤوليات هيئة الأمم المتحدة كجهة أساسية وكذلك مجلس الأمن، وهو قرار مهم وملزم فهو صادر عن أعلى هيئة قضائية في العالم وهو ما جعله مختلف، مؤكدًا أن دولة فلسطين هي التي تقدمت لهذا الأمر من خلال دول شقيقة، فلولا الموقف الرسمي الفلسطيني وبصفتها ممثل في الأمم المتحدة لم يكن ليصدر مثل هذا القرار
جبارين أفاد بأن تصريحات قادة الاحتلال على هذا القرار تُظهر الصورة الحقيقية لهذا الاحتلال بوحشيته وعدوانيته، وبأنه ليس لديهم صلة بأية قانون أو عدالة، فهم يمثلون الحركة الصهيونية بكل ما فيها من عنصرية وفصل عنصري واضطهاد وقمع، مؤكدا أن الأمور تتجه لصالح الفلسطينيين كأصحاب لهذه الأرض، مفيداً بأن صورة الاحتلال باتت تنكشف يوماً بعد يوم وبشكل أوسع، مشيراً الى أن منطق القوة لا يبني حقوق فالقوة تتغير وتتبدل مع مرور الأيام وهذا المستعمر إلى زوال يوماً ما
وأوضح جبارين أن هذا الرأي الاستشاري يمثل أساس للمجتمع المدني بما يخص فرض العقوبات على دولة الاحتلال وملاحقة المجرمين، وإحراج الدول في علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والسياسية مع الاحتلال وتحديداً الدول التي تحترم مفهوم القانون وسيادته، مستعرضاً تجربة دولة النرويج واعترافها بدولة فلسطين وسحب مؤسسات نرويجية استثماراتها من الاحتلال
وأوضح جبارين أن السلطة تسير بمسار جيد في هذا القرار، مبينًا أن المطلوب هو السير في مشروع قرار شامل ووافي يحمل كافة مفاصل الرأي الاستشاري ويضعه في إطار يصوت عليه في الجمعية العامة ويصبح تابع لها، إضافة إلى تجنيد الدول لدعم هذا القرار، وأيضاً عدم استجابة السلطة للضغوطات الأمريكية أو الأوروبية في هذا المجال حتى وإن لم تصوت، مشيراً إلى أن هذا يضعها اليوم في امتحان، ولذلك يجب الدفاع بقوة عن هذا القرار، ومشددًا على ضرورة العمل في كافة المحالات، وذلك من أجل أن يدفع هذا الاحتلال ثمن جرائمه ضد شعبنا
وتابع جبارين بأنه يجب بناء الجبهة الداخلية الفلسطينية لأنه دون الوحدة الوطنية والتكاملية بين كافة الأطراف، وإعادة بناء أداتنا الجامعة الفاعلة وهي منظمة التحرير، مبينًا بأنه بدون إشراك كافة الشعب الفلسطيني في دوره لن نتمكن من استنهاض كافة الطاقات للشعب الفلسطين، ولذلك فموضوع المشاركة والإشراك بأشكال مختلفة مسألة غاية في الأهمية، ويجب عدم إقصاء أي جهة لأن لكل جهة دورها وعملها ومساهمتها على المستوى العالمي.
ولفت إلى أنه وبالنظر للمستوى العالمي هناك مستويين مستوى شعبي ومستوى رسمي، ونحن فزنا على المستوى الشعبي ومن يفوز على مستوى الشعوب سيفوز، ولذلك يجب أن نثمر هذا الفوز والعمل على الوحدة، لأن بقاء الانقسام هو جريمة، موضحاً أنه بإمكاننا رص الصفوف وإتمام الوحدة على أرض الوطن وليس في أي دولة أخرى، ويجب أن نكون في صف واحد ندافع عن أرضنا واستقلالنا
وحول امكانية محاسبة قادة الاحتلال شدد جبارين على هذا الأمر والعمل عليه وضرورة حصوله يوما ما
وشدد جبارين على أن مؤسسات حقوق الإنسان تقوم إلى جانب توثيق جرائم الاحتلال برفع قضايا متعددة منها، ضد بايدن وأوستين وبلينكن في قضية تزويد الاحتلال بالسلاح ما يجعلهم شركاء في جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وأيضا ضد بريطانيا حول ذات الموضوع، إضافة إلى قضايا أخرى ضد دول أخرى، هذا إلى جانب آخر وهو تجنيد المؤسسات الحقوقية الدولية لصالح الموضوع الفلسطيني وذلك عندما أودع بعضها مذكرات صداقة للمحكمة الجنائية الدولية ودافعت عن دور المحكمة وضرورة تحركها، مؤكداً على أنه أمامهم الكثير للقيام به وسيبقون يعملون حتى تحرير الأرض ومحاسبة المجرمين
وحول قضية اغتصاب الأسير في معتقل “سديه تيمان”وإجراءات الاحتلال ضد الأسرى أفاد بأن الاحتلال لن يفلت من العقاب فهو سقط سُقوطًا مُدويًا وبشعًا خاصة في قضية تعامله مع الأسرى ، وهي تعبر عن الفكر والأيديلوجيا التي تحملها هذه الدول وهي تظهر جليًا من خلال ممارساتهم ضد الأسرى وهم منزوعي الحرية، وهي أيديولوجية مريضة متعفنة لن تصمد للأبد
وأردف جبارين بأنه علينا الإستفادة مما قامت به اسرائيل ” الحركة الصهيونية” من ملاحقة ألمانيا ضد الهولوكوست، فيجب الإستفادة من هذا الموضوع فدماء شعبنا في هذه الإبادة يجب أن ان لا تذهب هدراً، وأن تكون بداية مسار تحقيق الاستقلال، مشيراً إلى ضرورة دفع الاحتلال ثمن هذه الجريمة بكافة معانيها، وفي المقابل فمرحلة البناء وتضميد الجراح كبيرة فهناك آلاف العائلات التي أُبيدت وأزيلت من السجل المدني ويجب أن تبقى حاضرة، ويجب أن يكون هناك متحف بالذاكرة لهذه الجرائم وبأحدث الطرق الإلكترونية وغيرها، مبينًا أن كل ذرة في غزة تحتها قصة وجع وهي أثقال هائلة لا يستطيع تحملها الشعب الفلسطيني وحده إنما يجب من أصدقائه استنهاضها لمعاقبة ومساءلة هذه الاحتلال على جرائمه المتواصلة منذ عام 1948 ولم يتم محاسبته على أي منها، ولكن الأولوية الآن هي كيفية العمل على إنهاء جريمة الابادة المتواصلة.
واسترسل جبارين بأن هناك تغيير في الشعوب وخاصة في أمريكا حيث الشعب بدأ يتغير لصالح القضية الفلسطينية من خلال خروجج بمظاهرات كبيرة، إضافة للتغير في الكونغرس نفسه، مضيفاً إلى أنه يجب أن يكون لنا دور في كيفية الوصول لهذا الشعب وكيفية الإستمرار في إيصال رسالتنا، وذلك لأن قضيتنا تمثل الإنسانية والحضارة والقيم والمبادىء التي تسعى إليها البشرية، وتسعى لأن تعيشها وتتمتع بها، موجها رسالته للشعب الأمريكي بضرورة استمراره بعزل الفاشيين وأعداء الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان إلى جانب المشاركين في هذه الإبادة التي تقتل وتدمر كل شيء
وشدد جبارين على أن المستقبل لنا حتى وإن كانت هذه اللحظة التي نعيشها قاهرة ودامية وتدمي القلوب، ولكن المستقبل القريب لنا