هيئة التحرير
بينما كان النازحون في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة ينامون في خيمهم ويظنون أنهم في مأمن، قصفتهم طائرات الاحتلال بعد منتصف الليل، لِيُحرقوا أحياءً ولتلتصق لحوم أجسادهم بنايلون الخيم المشتعلة وسط صمت دولي وكأنه صَم آذانه عن صراخ أجساد النساء والأطفال والشبان المشتعلة منذ أكثر من عام.
” حريق حريق” قالتها طفلة بدموع لا تتوقف وبصوت لا يكاد يُسمع وكأن صوتها قُطِعَ من هول المشهد ولم تستطع حتى الصراخ، فيما تؤكد أنها هرعت فورًا دون أن تستطيع جلب أي شيء معها من خيمتها، مؤكدة أنها رأت طفلًا يحترق وهو على قيد الحياة، فيما لم تستطع إكمال الحديث
فيما تقول إحدى السيدات الناجيات أنه وبعد منتصف الليل وبينما بناتها السبعة نيام اندلع الحريق في الخيم عقب القصف، فأسرعت في إيقاظ بناتها والنجاة بهن صارخة ” يما إلحقوا النار”، مضيفة أنها رأت الأطفال يُحرقون في الخيم، مؤكدة أنه لم يتبقى لهم شيء لا خيمة ليجلسوا فيها ولا ملابس ولا طعام ولا ماء، وهي التي ترعى سبعة بنات وفقدت ابنها شهيدًا خلال الحرب
يقسم الصحفي صالح الجعفراوي أنه رأى النازحين يحترقون في خيامهم ولم تستطع لا فِرَق الإسعاف ولا الدفاع المدني ولا أي أحد الاقتراب والتدخل لفعل شيء من قوة النيران المندلعة، مؤكدًا أن ما رآه في هذا اليوم لن ينساه بالمُطلق
وزارة الصحة بغزة أدانت استهداف الاحتلال المباشر لساحة مستشفى شهداء الأقصى، والذي أدى لارتقاء 4 شهداء وإصابة 40 آخرين بينها حالات خطيرة معظمها من النساء والأطفال من النازحين داخل المستشفى، مضيفة أن القصف أدى لنشوب حريق كبير في خيم النازحين وفي مرافق المستشفى أيضًا
وناشدت الوزارة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية للتدخل العاجل في حماية المستشفيات والكوادر الصحية من بطش الاحتلال.
من جانبه قال المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال قصف للمرة السابعة على التوالي خيام للنازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى ما أدى لارتقاء 4 شهداء وإصابة 40 آخرين، مضيفًا أن هذا القصف يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمحرقة التي يشنها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” ضد المدنيين والنازحين
وأفاد المكتب أن الاحتلال قصف خيم النازحين داخل أسوار المستشفى سبعة مرات وكانت في التواريخ التالية” الأربعاء 10 يناير 2024، الأحد 13 مارس 2024، الإثنين 22 يوليو 2024، الأحد 4 أغسطس 2024، الخميس 5 سبتمبر 2024، الاثنين 27 سبتمبر 2024، الإثنين 14 أكتوبر 2024.
وأدان المكتب هذه الجريمة محملًا الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه المحرقة والجرائم المُمنهجة بحق المدنيين والنازحين في قطاع غزة، مطالبًا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بالضغط على الاحتلال لوقف هذه المحرقة
من جانبه قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عقب هذا القصف إن غزة جحيم لا ينتهي، مضيفًا أنه لا يجب أن يصبح الأمر اعتياديًا ويجب أن تسود الإنسانية، مؤكدًا أن سكان قطاع غزة عاشوا ليلة أخرى من الرعب بسبب القصف الإسرائيلي، وذلك عقب غارة إسرائيلية استهدفت ساحة مستشفى شهداء الأقصى ما أدى لاشتعال النيران في الخيام التي كان الناس ينامون فيها.
وأشار إلى أن غارة إسرائيلية أخرى كانت قد استهدفت مدرسة تابعة للأونروا مساء أمس في النصيرات، مبينًا أن تلك المدرسة كان من المقرر استخدامها اليوم كموقع للتطعيم ضد شلل الأطفال
