هيئة التحرير
يُقال إن الحاجة أم الاختراع، ويتولد الإبداع أيضاً عند الحاجة خاصة عندما يُصاحبه عقل سليم ومبدع، هذا فعلته الفتاة ليالي الخطيب “١٦ عامًا” حينما اخترعت تطبيقًا أسمته ” مرشد الأمومة”.
ليالي ابنة مدينة جنين بدأت العمل على هذا التطبيق منذ العام ٢٠١٩، مستلهمة فكرته عندما أنجبت والدتها شقيقتيها التؤأم وكعادة الأطفال الرضع كن يبكين بشكل مستمر، ما ولد لدى شعورًا بالتوتر لعدم معرفتها كيفية التعامل معهن، الطرح سؤالها هذا على والدتها لمعرفة سبب هذا البكاء المستمر وكيفية التعامل معهن.
سبب بكاء شقيقات ليالي المستمر ومعرفة لماذا هذا البكاء دفع بها للبحث والقراءة بشكل كبير ومن ثم العمل على إنشاء تطبيق ” مرشد الأمومة”، وهو تطبيق ذكي يفهم حاجات الطفل الرضيع من صوت بكاؤه ويخبر الأم بسبب بكاء طفلها وكيفية التعامل الصحيح معه.
تؤكد ليالي أن الهدف من هذا التطبيق هو مساعدة الأمهات في رحلة الامومة من خلال إرشادهن حول سبب بكاء أطفالهن الرضع، وكيفية التعامل معهم وهو ما يُسهل على الأم تلبية احتياجات طفلها بشكل يسير، ما يؤثر على الأم وطفلها بشكل إيجابي، ويولد لدى الأمهات شعورًا بالرضى كونهن استطعن تلبية احتياجات أطفالهم.
تسعى ليالي لتسجيل التطبيق كبراءة اختراع، فهي عملت عليه بمساعدة الحاضنة الفلسطينية ” بيكتي” التي قدمت لها الدعم اللازم من خلال توفير التدريبات المتنوعة لها سواء “المالية، والتسويقية”، وما زالت مستمرة في هذه التدريبات حيث ستحظى بالتدريب للأمور القانونية، مبينة أنهم قاموا بتوفير طبيب أطفال لها حتى يقدم لها الدعم والمعرفة في الإرشادات لتطبيقها، إضافة إلى عملهم الحالي في توفير فريق برمجة حتى يقوموا بعمل برمجة للتطبيق والذي سيكون متاحًا للجميع.
مبينة أن النسخة التجريبية للتطبيق تم تجربتها على ٦٠ صوت وتجاوزت دقتها ال٩٠%.
وعن الصعوبات التي واجهتها تحدثت ليالي بأنها واجهت العديد من الصعوبات منها أن كافة لغات البرمجة باللغة الإنجليزية والذكاء الاصطناعي، وأيضاً كان هناك صعوبة بالعثور على المحتوى الذي تحتاجه، ولكنها استطاعت التغلب على هذه الصعوبات والمضي قُدُمَاً في تطبيقها.
وأوضحت ليالي أنها حصلت على دعم عائلتها بشكل كبير، فهم كانوا يسعون لتوفير أي شيء تحتاجه، إضافة إلى توفير الدعم النفسي الذي كانت توفره لها عائلتها وتقوم بدعمها طوال فترة عملها في هذا التطبيق.
وشاركت ليالي في مسابقات محلية وعالمية حصدت فيها على جوائز ومراكز متقدمة دومًا فهي حصلت على المركز الثاني في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا ما أهلها للمنافسة الدولة “إنتل أيسيف”، والمركز الثاني في جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي، إضافة إلى مشاركتها في العديد من التحديات الأخرى، مبينة أن مشاركتها في مثل هذا المسابقات والتحديات يُضيف لها الخبرة اللازمة سواء من خلال الحكام الذين يحكمون في هذه المسابقات، أو من خلال التدريبات التي يحصلون عليها خلال هذه المسابقات ومعرفة نقاط الضعف في مشاريعهم وتقويتها .
وعن تنظيم وقتها بين المدرسة وبين العمل على تطبيقها أكدت أنها في البداية لم تستطيع تنظيم وقتها بين الإثنين، ولكن مع مرور الوقت وتحديد أولوياتها أصبحت تنظم وقتها بين الدراسة والعمل على التطبيق.
وتطمح ليالي بأن تصبح رائدة فضاء فلسطينية، وأن تكون شخص ذو تأثير ايجابي على العالم، موجهة رسالتها للأشخاص المبدعين بأن كل من يملك إبداع في أي مجال أن لا ينجروا وراء الخوف من المضي قُدماً والسعي وراء الحلم، وتخطي الخوف لأن الخوف هو أكبر عدو للنجاح.